صحيفة عربية: واشنطن اقترحت على طهران التفاوض حول اليمن بعيدا عن الرياض وكيري وضع مقترحاته بناء على عدة أسباب
يمنات – صنعاء
قالت صحيفة “الأخبار” اللبنانية، ان الحرب التي أرادت السعودية عبرها سحق «أنصار الله» و الرئيس السابق علي عبد الله صالح في غضون أسابيع، تحولت إلى خطر حقيقي يهدّد الرياض، ما استدعى تدخّلّاً أميركياً دون اعتبار المُعتدي طرفاً أصيلاً في التفاوض الإقليمي!
و اضافت الصحيفة، ان توغُّل اليمنيين في العمق السعودي بعد عام ونصف عام من بدء الحرب أقلق الأميركيين قبل السعوديين، الأمر الذي أجبر واشنطن على تقديم اقتراح سري إلى طهران، متجاهلة فيه الرياض، من أجل التفاوض على مصير الحرب.
و اعتبرت الصحيفة الأسلوب الذي يتبعه الأميركيون، تكرار لسيناريو بريطاني فعلته لندن في السنة الأخيرة للحرب العراقية ــ الإيرانية، حينما نُقلت رسالة إلى طهران مفادها «أننا مستعدون للتفاوض».
و نقلت الصحيفة عن مصدر مطلع في طهران، أنّ واشنطن مررت قبل أسابيع، و تحديداً قبيل طرح «خطة (وزير الخارجية الأميركي جون) كيري» في 12 لأغسطس/آب الماضي، رسالة إلى السفارة الإيرانية لدى مسقط (عبر الحكومة العمانية)، تقترح بموجبها إجراء مفاوضات إيرانية ــ روسية ــ أميركية على مستوى الخبراء كبداية لتقرير مصير الحرب، من دون أي ذكر للسعودية في الاقتراح.
و أشار المصدر إلى أنّ الاقتراح علمت به السعودية و أزعجها، غير أن إيران لم ترحب به و لم تردّ عليه بعد، بل يبدو أنها ستكرر رد فعل الخميني في ظل تشابه الظروف و السلوك، فضلاً عن ضرورة تأكيد أن الطرف المخول للحديث معه في أي تفاوض هو الجانب اليمني المتمثل حالياً في المجلس السياسي الأعلى.
و لفت المصدر، إلى أن أحد مساعدي وزير الخارجية الإيراني، أبدى ترحيبه بالاقتراح، معلناً استعداده الدخول في المفاوضات المقترحة، و لكن لم يسمح له بالتحرك حتى الآن في القضية، لأن الأوساط المعنية ترى أن الهدف الأساسي للطرح الأميركي هو أساساً إيقاف الزحف اليمني في العمق السعودي، أي احتواء الحرب لا إيقافها، و من ثم ترتب واشنطن أوراقها مع السعودية.
و استبعد المصدر أن تجيب طهران في أي وقت قريب، ما دام التقدم اليمني متواصلاً في السعودية، و أيضاً في ظل الأجواء الانتخابية في الولايات المتحدة.
و أشارت الصحيفة الى ان أسباب متعددة دفعت جون كيري إلى طرح مقترحاته الأخيرة في جدة، منها:
أولاً: تجاوز اليمنيين الخطوط الحمر (وفق النظرة الأميركية) بدخولهم العمق السعودي، و تزيد مدى الصواريخ الباليستية، خاصة بعد سقوط صاروخ «بركان1» قرب مدينة الطائف (غربي المملكة)، ما يعني أن هذه الصواريخ تستطيع استهداف أماكن أبعد من حيث المدى، كذلك إن إصابة صاروخ مستودعات نفطية في نجران، كان كفيلاً برفع سعر برميل النفط الخام 2% عالمياً وفق مراقبين، ما قد يسبب فوضى في سوق الطاقة العالمية، و هذا ما لا يريده البيت الأبيض عشية الانتخابات.
ثانيا: استطاع الرئيس الأميركي باراك أوباما، إمرار صفقات شراء أسلحة أميركية للسعودية بأرقام قياسية تفوق 120 مليار دولار خلال ولايتيه، منها صفقة 150 دبابة «أبرامز» أُعطِب العشرات منها بالصواريخ اليمنية المضادة للدروع، الأمر الذي دفع مرافقاً عسكرياً لجون كيري ــ خلال زيارته الأخيرة للمملكة ــ إلى تقديم نصيحة لولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بأن يستخدم الجيش جنوداً أكثر كفاءة وبراعة لقيادة المركبات الأميركية، حتى لا يضر ذلك بسمعة الصناعة الأميركية التي باتت تهان على أيدي مقاتلين لا يملكون إلا أسلحة صغيرة وبضعة صواريخ موجهة.
ثالثا: ضمن سياسة «تبريد الحرب» لا إنهائها، لا مشكلة لدى واشنطن في تجاوز الرياض الآن و غداً، أو على الأقل حتى تتجاوز الاستحقاق الانتخابي بسلام، و هذا ما تستوعبه القيادة الإيرانية، و تعرف أنه حتى مجرد قبول الحديث في المقترح الأميركي، أو مناقشته مع اليمنيين، هو خطأ لا يقع فيه المبتدئون.